وعن ابن بابويه وأخبرنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النّيشابوري ، أخبرنا
عليّ بن محمّد بن قتيبة ، عن أحمد بن سلمان (1) عن عبد السّلام بن صالح الهروي قال : قلت للرّضا عليه السلام : يابن رسول الله صلّى الله عليه وآله أخبرنا (2) عن الشّجرة الّتي أكل منها آدم عليه السلام وحوّا عليها السلام ما كانت ؟ فقد اختلف النّاس فيها ، فقال عليه السلام : يا أبا الصّلت إنّما الشّجرة بالجنّة (3) تحمل أنواعاً ، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجرة الدّنيا (4) .
10 ـ وعن ابن بابويه أخبرنا إبراهيم بن هارون الهيتي ، (5) أخبرنا أبو بكر (6) أحمد بن محمد بن عيسى ، أخبرنا محمد بن يزيد القاضي ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، أخبرنا اللّيث (7) بن سعد واسماعيل (
بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لّما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمينة (9) العرش فإذا خمسة أشباح ، فقال : يا ربّ هل خلقت قبلي من البشر أحداً ؟ قال : لا قال : فمن هؤلاء الّذين أرى أسماءهم ؟ فقال : هؤلاء خمسة من ولدك ولولاهم ما خلقتك (10) ولا خلقت الجنّة ولا النّار (11) ولا العرش ولا الكرسي ولا السّماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الجنّ ولا الإنس هؤلآء خمسة شققت لهم اسماً من (12) أسمائي ، فأنا المحمود وهذا محمد ( صلّ الله
عليه وآله ) وأنا الأعلى وهذا عليّ ( عليه السلام ) وأنا الفاطر وهذه فاطمة ( عليها السلام ) وأنا ذو الأحسان وهذا الحسن ( عليه السلام ) وأنا المحسن وهذا الحسين ( عليه السلام ) آليت على نفسي أنّه لا يأتيني أحد (1) وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من محبّة أحدهم إلاّ أدخلته جنّتي وآليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ، يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجي من أنجي وبهم أهلك من أهلك (2) .
11 ـ وفي رواية أخرى : عن أبي الصّلت الهروي ، عن الرّضا عليه السّلام قال : إنّ آدم صلوات الله عليه لما أكرمه (3) الله تعالى بإسجاده ملائكته له (4) وبإدخاله الجنّة ناداه الله : أرفع رأسك يا آدم ، فانظر إلى ساق عرشي ، فنظر فوجد عليه مكتوباً : (5) : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ، فقال آدم عليه السلام : يا ربّ من هؤلاء ؟ قال عزّ وجلّ : هؤلاء ذريّتك ، لولاهم ما خلقتك (6) .
12 ـ وبالإسناد المتقدم ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن اسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم ، عن أبي عبد الله الصّادق عليه السلام قال : هبط آدم صلوات الله عليه على الصّفا ، ولذلك سمّي « الصّفا » لأنّ المصطفى هبط عليه ، قال تبارك وتعالى : إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً (7) وهبطت حوّا عليها السّلام على المروة ، وإنّما سمّيت « المروة » لأنّ المرأة هبطت عليها ، وهما جبلان عن
يمين الكعبة وشمالها ، فاعتزلها آدم عليه السلام حين فرّق بينهما ، فكان (1) يأتيها بالنّهار فيتحدّث عندها فإذا كان الّليل خشى أن تغلبه نفسه فيرجع فمكث بذلك ما شاء الله ثم أرسل إليه جبرئيل عليه السلام فقال : (2) السّلام عليك يا آدم الصّابر لبليّته إنّ الله تعالى بعثنى إليك لأعلّمك المناسك الّتي يريد الله أن يتوب عليك بها فانطلق به جبرئيل فأخذ بيده حتّى أتى مكان البيت فنزل غمام من السّماء فقال له جبرئيل : يا آدم خطّ برجلك حيث أظلّك هذا الغمام فأنّه قبلة لك ولآخر عقب من ذريتك فخطّ هناك آدم برجله فانطلق به إلى منى فأراه مسجد منى فخطّ برجله بعد ما خطّ موضع المسجد الحرام وبعد ما خطّ البيت ثمّ انطلق إلى عرفات فأقام على المعرف ثم أمره جبرئيل عند غروب الشّمس أن يقول : ربّنا ظلما أنفسنا ، سبعاً ليكون سنّة في ولده يعترفون (3) بذنوبهم هناك ثم أمره بالافاضة (4) من عرفان ففعل آدم عليه السلام ذلك ثم انتهى إلى كمع فبات ليلته بها وجمع فيها (5) الصّلاتين في وقت العتمة في ذلك الموضع إلى ثلث الّليل وامره إذا طلعت الشّمس أن يسأل الله تعالى التّوبة والمغفرة (6) سبع مرّات لتكون سنّة في ولده فمن لم يدرك عرفات فأدرك جمعاً فقد أدرك حجّة (7) وأفاض من جمع إلى منى ضحوة فأمره أن يقرّب إلى الله سبحانه وتعالى قرباناً ليتقبل الله منه ويكون سنّة في ولده فقرّب آدم قرباناً فتقبّل منه قربانه فأرسل الله ناراً من السّماء فقبضت وقربان آدم (
فقال له جبرئيل : يا آدم إن الله تعالى قد أحسن إليك أن علّمك المناسك فأحلق رأسك تواضعاً لله إذ قرّب (9) قربانك فحلق آدم صلوات الله عليه رأسه ثم أخذ جبرئيل عليه السّلام بيد آدم (10) لينطلق به إلى البيت فعرض له إبليس عند
الجمرة فقال : يا آدم اين تريد فقال جبرئيل : يا آدم ارمه بسبع حصيات ففعل آدم عليه السلام (1) فقال جبرئيل : إنّك لن تراه بعد مقامك هذا أبداً ثم انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرّات ففعل ذلك آدم عليه السلام فقال جبرئيل : حلّت لك زوجتك (2) .
13 ـ وعن ابن بابويه أخبرنا محمّد بن موسى بن المتوكّل أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علا عن محمد بن مسلم بن أبى جعفر الباقر صلوات الله عليه قال : إن آدم صلوات الله عليه لمّا بنى الكعبة وطاف بها قال : (3) اللّهم إنّ لكلّ عامل اجراً اللهم وإنّي قد عملت فقيل له (4) : سل يا آدم فقال : الّلهم اغفر لي ذنبي فقيل له : قد غفر (5) لك يا آدم فقال : ولذريّتي من بعدي فقيل له : يا آدم من باء منهم بذنبه هيهنا كما بؤت غفرت له (6) .
14 ـ وعن ابن بابويه أخبرنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام قال : أنّ آدم عليه السلام لمّا طاف بالبيت فانتهى إلى الملتزم فقال جبرئيل عليه السّلام : أقرّ لربّك بذنوبك في هذا المكان فوقف آدم صلوات الله عليه فقال : يا ربّ إنّ لكلّ عامل أجراً ولقد عملت فما أجري ؟ فأوحى الله تعالى إليه يا آدم : من جاء من ذريّتك إلى هذا المكان فأقرّ فيه بذنوبه غفرت له (7) .